lundi 25 mars 2013

الجزء الثاني فيمن عرض عليه القضاء ورفض ( قضاة قرطبة )


قال محمد وكان للا مير الحكم رضى الله عنه قاض بكورة جيان فتظلم اهل الكورة منه فعهد الامير الحكم الى سعيد بن محمد بن لشير قاضي الجماعة بقرطبة ان ينظر على قاضي جيان فان ظهر بريا اقره على قضائه وان ظهر عليه ما رفع الى الامير فيه عزله عن الكورة فنظر قاضي الجماعة فالفاه بريا فقال له انصرف الى قضائك فقال امرأتي طالق وعلى من الايمان كذا وكذا ابر واوفي من ايمان ابيك التي حلف بها لانظرت بين اثنين حتى القى الله وكان محمد بن بشر قد عزله الامير فحلف الايلى القضاء ابدا بطلاق زوجته وعتق رقيقه فلما عزم عليه الامير بعد ذلك في صرفه احنث في ايمانه وطلق زوجته واعتق الرقيق واخلف له الامير كل ذلك اذ اعلمه به
قال محمد وحدثني عثمان بن محمد قال حدثني ابو مروان عبيد الله بن يحيى عن أبيه يحيى قال لما ولى الامير عبد الرحمن بن الحكم رضى الله عنهما الح عليه في القضاء وكان صاحب الرسالة في ذلك طرفة فقلت له المكان الذي أنا به لما تريدون خير لكم انه اذا تظلم الناس من قاض اجلستموني فنظرت عليه وان كنت القاضي فتظلم الناس منى من تجلسون للنظر على من هو اعلم منى او من هو دونى في العلم فقبل ذلك منى وعافى بى
قال محمد قال خالد بن سعيد كان احمد بن خالد يحدث انه لما مات يحيى بن يعمر بقى الناس بلا قاض حتى خطر بهم يوما زرياب راكبا الى البلاك فسألوه ان يخبر الامير عنهم بما هم عليه من سوء الحال اذ ليس لهم قاض فلما دخل زرياب على الامير ذكر ذلك له فقال له الامير يازرياب والله ما منعنى من تولية قاض الا انى لست اجد احدا ارضاه غير رجل قال زرياب فقلت اصلح الله الامير ومن هو قال يحيى بن يحيى غير انه يابى على من ذلك فقال له زرياب فإذ ترضاه للقضاء فسئله ان يدلك على قاض فقال له الامير قلت قولا شديدا فأرسل في يحيى وساله ان يشير بقاض يرضاه اذ لم يقبل هو القضاء في نفسه فاشار بابراهيم بن العباس فولاه الامير
قال محمد قال خالد بن سعد واخبرني بعض اهل العلم ان يحيى ا بى ان يقبل القضاء وابى ان يشير باحد
قال محمد قال خالد بن سعد حدثني من اثق به عن يحيى بن زكرياء عن محمد بن وضاح قال لما عزم الامير على يحيى على تولية القضاء فابى ولج عليه قال فاشر على برجل قال لست افعل لانى ان فعلت شركته في جوره ان جار فاحفظ ذلك الامير عبد الرحمن فأمر صاحب رسايله ان يكون رقيبا على يحيى وغدا به الى الجامع ودفع اليه الديوان وقال للخصوم هذا قاضيكم فلبث في ذلك ثلاثا فلما ضاق الامر على يحيى اشار بابراهيم بن العباس
قال محمد وكان عثمان بن ايوب بن ابي الصلت من اهل العلم بقرطبة وكان ممن بسطت له الدنيا فابى ان يقبلها واعرض عنها قال خالد بن سعد سمعت ابنه اسماعيل يقول عرضت على ابى ولاية القضاء فأبى ان يقبلها واستعفى منها
قال محمد وممن عرض عليه القضاء من شيوخ قرطبة فابى من قبوله ابراهيم بن محمد بن باز وكان السبب في ذلك فيما اخبرني بعض ولاة الاخبار ان الامير رحمه الله محمد بن عبد الرحمن ادخل على نفسه هاشم بن عبد العزيز يوما فقال له ياهاشم كنت ارى رويا عجيبة في رجل لا ادري من هو كنت ارى نفسي في المصارة حتى لقيت اربعة من الرجال ركبانا على دواب لهم لم أر في الرجال اصبح منهم وجوها ولا ابهى منظرا فجعلت اتعجب منهم وانهم طلعوا الى الحرف فتبعتهم فأخذوا على جهة اليمين حتى انتهوا الى مسجد تقابله دار فقرعوا باب تلك الدار فخرج اليهم رجل منها فصافحوه ودعوا له وناجوه ساعة ثم زالوا عنه فقلت من هولاء فقيل لي محمد النبي صلى الله عليه وسلم وابو بكر وعمر وعثمان اتوا لهذا الرجل عائدين في مرضه ثم قال لهاشمي قد عرفتك بالمسجد والدار حتى كانى وقفت بك اليها فاذهب فاعرف من صاحب تلك الدار فقال له هاشم قد عرفتها دون ان اتعرفها هي دار ابراهيم بن محمد ابن باز فقال له الامير عزمت عليك لتذهبن متعرفا بحاله ففعل هاشم ثم اتاه بتصحيح ماقال له من قبل واعلمه ان الرجل مريض فكان ذلك سببا لان عرض عليه الامير قضاء الجماعة وارسل اليه بذلك هاشم بن عبد العزيز فابى من قبولها فأعاد اليه الامير هاشما إذ لم تقبل القضاء فكن احد الداخلين علينا الذين نشاورهم في امورنا فقال ابراهيم لهاشم يا ابا خالد ان الح على الامير في شى من هذا هربت بنفسي عن هذا البلد فاعرض الامير محمد رحمه الله عنه وعن خبره قال لى احمد بن عبادة الرعينى كان المنذر بن محمد اذ كان ولدا هو الذى خاطبه في القضاء فابى من قبوله فكان المنذر يقول لوقبل منى الامير لاكرهته عليه .
قال محمد وممن جاهد بالاصرار على الاباية عن القضاء محمد بن عبد السلام الخشنى فانه امر الامير محمد رحمه الله محمد بن عبد الرحمن ان يبعث في الخشنىويستقضى على كورة جيان فارسل فيه الوزراء وقالوا ان الامير يستقضيك على كورة جيان فابى ونفر من ذلك نفورا شديدا فعولج ولوطف فلم يزدد الانفورا واباية فكتبوا الى الامير بخبرة وانه لج في ان لايقبل  فوقع اليهم الامير توقيعا غليظا معناه ان عاندنا فقد عرض بنفسه ودمه فلما سمع ذلك الخشنى نزع قلنسوة من راسه ومد عنقه وجعل يقول ابيت ابيت كما ابت السماوات والارض اباية اشفاق لااباية عصيان ونفاق فكتبوا الى الامير بلفظه فكتب اليهم ان سللوا امره واخرجوه عن انفسكم فقال له الوزراء تنظر في امرك ليلتك هذه وتستخير الله فيما دعيت اليه وخرج عن القوم
قال محمد قال خالد بن سعد ذكر لي محمد ابن فطيس ان الامير محمد امر الوزراء ان يرسلوا في ابان بن عيسى بن دينار وان يولوه قضاء جيان فلما ارسلوا فيه وعرضوا ذلك عليه استعفى وابى فامر الامير محمد بن عبد الرحمن ان يوكل عليه الحرس حتى يبلغ جيان ويجلس بها مجلس القضاء والحكم بين الناس فوكل عليه الوزراء الحرس وساروا بهو اقعدوه فحكم بين الناس يوما واحدا فلما ءان اليل هرب فاصبح الناس يقولون هرب القاضي فرجع الخبر الى الامير رحمه الله فقال هذا رجل صالح ولاكن يطلب حتى يعرف موضعه فطلب فلما عرف مكانه رضى الامير عنه فلما قدم قرطبة ولاه الامير صلاة الجماعة بقرطبة
قال محمد قال بعض اهل العلم فكان اذا ولى الصلاة ظاهر الخشوع كثير البكاء اذا سلم من صلاة الجمعة لم يلبث ساعة في المسجد اتباعا للسنة
قال محمد كان المنذر بن محمد رحمه الله شديد الاعظام لبقى بن مخلد دخل عليه يوم البروز في المصلى فمنعه من تقبيل يده واجلسه على جانب من فراشه على روس الناس وكان له خاصا وصنيعة قبل ولاية الملك وكان قد قدم اليه بقى بن مخلد البشرى بالخلافة فلما صارت اليه الخلافة وفى له وتمادى على ماكان له من الاجلال والاكرام فلما عزل سليمان بن اسود عن القضاء امر الامير المنذر فى بقى بن مخلد فعرض عليه القضاء فابى من ذلك فذهب الى استكراهه على ذلك فقال له ما هذا جزاء محبتى وانقطاعى فقال المنذر اما اذ ابت فما ترة فيمن اشار به الوزراء فقال ومن هو قال زياد بن محمد بن زياد فقال له نعم الحدث فقال له المنذر فاشر على بقاض ترضاه للمسلمين فقال اشير عليك برجل من ال زياد يعرف بعامر بن معاوية فقبل منه المنذر رحمه الله وارسل فى عامر وولاه قضاء الجماعة بقرطبة 

قال محمد وممن عرض عليه القضاء فابى منه ابو غالب عبد الروف بن الفرج قال لى ابو محمد قاسم بن اصبغ نزل موسى بن حدير على ابى غالب بن كنانة فعرض عليه القضاء عن الامير عبد الله بن محمد رحمه الله فابى من قبوله
قال محمد قال لى بعض اهل العلم لما قدم ابوغالب عبد الروف بن الفرج من الحج سلك طريق التقشف والتنسك والتدين وكان الامير عبد الله بن محمد به معجبا وكان ربما اشتهى رويته من غير ان يدخله على نفسه فتعرض رويته يوم الجمعة من الساباط عند رواحه من الجمعة فذكره الامير وقال لابد من ان نصفه الى الوزارة أو إلى القضاء وكان عبد الله بن محمد بن ابى عبدة اقرب الوزراء من ابى غالب محبة ومكانة فقال للأمير ينبغي ان لا يهجم على الرجل حتى يتعرف ما عنده في ذلك قال سكن الكاتب فارسلنى عبد الله ابن محمد الى ابى غالب فعرضت عليه مراد الامير قال سكن فتلقانى في ذلك بالتضاحك والدعابة حتى اطمعنيى في نفسه وجعل يقول انتم اشح على دنياكم واظن بها من ان تعطوا منها لاحد شيا او تشركوا في شي منها صريقا قال سكن فلما سرت الى الاستقضاء عليه قال لى بالله لئن عاودتنى بهذا او بلغتنى عن الامير فيه عزيمة لاخرجن من الاندلس 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire