samedi 16 mars 2013

تاريخ قضاة قرطبة


هدية ذات رمزية عظيمة من القضاة الاسبان إلى قضاة المغرب
إستغربت اول ليلة اهدي لي فيها هذا الكتاب مع باقي اعضاء الوفد القضائي للمجلس الاعلى انذاك ( محكمة النقض حاليا) فتسائلت كيف أنهم يهدون لنا تاريخ اجدادنا في الاندلس ،فهل يريدون ان يرسلوا لنا رسائل ظاهرة بكوننا يتعين علينا ان نأخذ العبرة من التاريخ ومن اجدادنا القضاة الشرفاء ،ونحدوا حدوهم ام انهم يريدون ان يقولوا لنا اننا نعمل عمل اجدادكم فنحن قضاة مستقلين نحتكم فقط لضمائرنا ولاتهمنا سوى العدالة ،ام انهم يريدون ان يقولوا لنا إرجعوا إلى طريق أجدادكم كلها اسئلة مازالت ترن في اذني منذ إهدائي لهذا الكتاب وسأحاول إخوتي القضاة ان انقل لكم كل مرة سمحت بها الظروف مقطع من  هذا المؤلف المكتوب بالحرف العربي القديم والمترجم إلى اللغة الاسبانية (الرسم العربي 207صفحة والرسم اللاثيني 272 ،ويمكن ان نناقش ذلك على الصفحة (نادي القانونيين ) وسأحاول نقل العبارات بأمانة كما حررت في ذلك الوقت والله ولي التوفيق حتى نأخذ العبر ونتبع نهج السلف الصالح .
بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما
حدثنا ابو محمد بن عتاب عن ابيه عن ابي بكر التجبيى
قال ابو عبد الله محمد بن حارث الخشني رحمه الله وصل الله بالأمير الحكم المستنصر رحمه الله ولي عهد المسلمين اسباب السعادة ومد له في مدة العز وزاده من نعمة التوفيق أنه لما حسن ..........الامير ابقاه الله واستحكمت بصيرته سدده الله في حفظ ..العلوم ومطالعة الاخبار ..وفي معرفة النسب وتقييد الآثار ..وفي الاشادة لفضايل السلف ...والتقليد لمناقب الخلق .. وفي التذكير بالمنسي من الأنبأ والاشارة للساكن من القصص وخاصة ما كان في مصره قديما وفي عصره حديثا جعل الله ذلك سببا قويا لحياة القلوب وعلة ظاهرة لنباهة النفوس فتحرك أهل ال.....بما حركهم إليه الامير الموفق فاستحفظوا ما اضاعوا من غرر الاخبار ..وقيدوا ما اهملوا من عيون المعارف واتصلت بجميعهم بركة الامير ابقاه الله فيذلك ..وكذالك خير الفضايل ما سطع نوره وانتشر ذكره ..وكان علة لفضايل وسبب لمفاخر
فالحمد لله الذي جعل الامير أيده الله اماما في الخير ودليلا في طرايق الرشد ومهاديا إلى جميل المذاهب واسوة في الحسنى ومفتاحا إلى حميد الأمور وبابا الى الفضل هناه الله نعمته وادام غبطته و........عليه فضله ووفر من المكارم حظه
فإنه لما أمر الامير ابقاء الله بتأليف كتاب القضاة مقصورا على من قضى للخلفاء رضي الله عنهم بارض المغرب في الحاضرة العظمى قرطبة ذات الفخر الاعظم ولعمالها بها من قبل هززت رواة الاخبار في اخبارهما ..وكاشفت اهل الحفظ عن افعالهم ..وسالت اهل العلم عما تقدم من سيرهم قولا وفعلا  فالفيت من ذلك فصولا تروق المستفهمين .. وقصصا تبهج السامعين ..واخبارا تدل الناظرين المتعقبين على حصافة العقول وسعة العلوم ..وعلى رجاحة الاحلام وثقافة الافهام وعلى صدق البصاير وصحة العزايم .. وعلى ...مال الفضل واستغزار العدل .. وعلى استقامة الطريقة و.........وعلى ما لمن استقضاهم من الخلفاء رضي اللع عنهم ..وعلى اوصاف الرضية في حسن الارتياد وجميل الاخبار ..وفي .........القضاة بجميل العظاة .. وفي ائثار الصدق وتاييد....  ...ذلك جديد بقضاة مثل هذا المصر الاكبر ..بيضة ...  ...ودار الامامة وحاضرة الجماعة ومعدن الفضايل ..ومسكن الافاضل ..وكمين العلوم ومجمع العلماء وقاعدة الارض فادام الله فضلها واكمل حسنها بالامام العادل والملك الفاضل امير المومنين عبد الرحمن اطال الله بقاءه...ثم بالمصطفى لعهده الممتثل لمجده ..جعله الله اماما في الخيرات ... وعلما في الصالحات
قال محمد لما كان القاضي اعظم الولاة خطرا بعد الامام الذي جعله الله زماما للدين وقواما للدنيا لما يتقلده القاضي من تنفيذ القضايا وتخليد الاحكام في الدماء والفروج والاموال والاعراض وما يتصل بذلك من ضروب المنافع ووجوه المضار ..وكانت العقبى من الله في ذلك فظيعة المقام هائلة الموقف مخوفة المطلع اختلف في  ذلك الهمم من عقلا الناس وعلمائهم فقبل كثير منهم القضاء رغبة في شرف العاجلة ورجاء لمعونة الله عليه واتكالا على سعة عفوهفيه ونفر اخرون منه رهبة من مكروه الاجلة وحذارا من الله فيما قد يكون منهم وعلى ايديهم
قال محمد وقد سلف من رجال الاندلس من اهل حاضرتها العظمى رجال دعوا الى القضاء فلم يجيبوا وندبوا اليه فلم ينتدبوا رهبة من .....انفسهم في منتظر العاقبة :. وقدر رايت أن .......ذكرهم ووصف مقاماتهم بين يدى خلفائهم واشفاقهم مما دعاهم اليه أمرأوهم وان اجعل لذلك بابا في صدر الكتاب ثم اصير إلى ذكر ولاة القضاء قاضيا فقاضيا على ما كانت عليه دولهم إن شاء الله واسئل الله جميل المعونة على صواب القول ومحمود الفعل فانه الهادي الى سواء السبيل




باب من عرض عليه القضاء من اهل قرطبة فأبى من قبوله
قال محمد استشار الامير عبد الرحمن بن معاوية رضي الله عنهما اصحابه فيمن يوليه القضاء بقرطبة فأشار عليه ابنه هشام رحمت الله عليه وابن مغيث الحاجب بالمصعب بن عمران فقبل الامير عبد الرحمن رأيهما وأمر بالارسال في مصعب فلما قدم ادخله على نفسه بحضرة ابنه هشام واحمد بن مغيث وجماعة اصحابه فعرض عليه ولاية القضاء فأبى من قبولها وذكر اعذارا له في ذلك فردد عليه الامير عبد الرحمن القول واظهر له العزيمة ولم يوسعه العذر في ترك القبول فأصر على الاباية لها وتمادى على النفور منها فلما يئس الامير عبد الرحمن رحمه الله منه اطرق وجعل يفتل شاربه وكان إذا غضب فتل شاربه فالويل للمغضوب عليه حتى خاف من حضر على مصعب من بادرة تكون من الامير فيه لهول مقامه وجعل بعض الحاضرين ينظر الى هشام بن عبد الرحمن والى احمد بن مغيث كالقائلين لهما ماذا عرضتما بالرجل فرفع الامير راسه فقال لمصعب فعليك كذا وكذا وعلى اللذين اشارا بك ولم يكن من عقوبته له في حميا الغضب اكثر من ذلك وخرج مصعب فلحق بمكانه فلم يزل به حتى افضت الخلافة الى هشام رحمه الله فارسل فيه وعزم عليه في القضاء وسنذكر ذلك مبينا ان شاء الله
قال محمد وذكر ابو مروان عبيد الله بن يحيى عن ابيه الامير هشام اراد زياد بن عبد الرحمن للقضاء فخرج هاربا بنفسه فقال هشام بن عبد الرحمن عند ذلك ليت الناس كزياد حتى اكفى حب اهل الرغبة وامنه فرجع الى مسكنه
قال محمد قال لي عثمان بن محمد سمعت محمد بن غالب يقول لما بعث الوزراء في زياد بن عبد الرحمن وعرضوا عليه القضاء عن الامير هشام رحمه الله قال لهم اما ان اكرهتموني على القضاء فزوجتي طالق ثلاثا لئن اتى بى مدع في شى مما في ايد يكم لاخرجنه عنكم ثم لاجعلنكم فيه مدعين فلماسمعوا ذلك منه عملوا في معافاته
قال محمد واخبرني بعض رواة الاخبار قال لما مات القاضي محمد بن بشير ذكر الامير الحكم القضاء ومن يصلح ان يوليه فقال ما ارى غير فقيه البلد محمد بن عيسى الاعشى وما يغمنى منه غير افراط الدعابة التي فيه وعزم على ذلك من امره فقال له بعض الوزراء لو امتحنت أمره قبل المشافهة كان ذلك رأيا حسنا فأرسل اليه بعض وزرائه فنزل عليه وذاكره الامر وأعلمه بما عابه به الامير من افراط دعابته فقال أما القضاء فإنى والله لاأقبله البتة ولو فعل بى وفعل فلا يحتاج الامير ابقاه الله ان يكشف الى وجهه في ذلك واما الدعابة فعلي بن ابي طالب رضى الله عنه لم يدعها للخلافة اادعاها للقضاء فلما بلغ الامير قوله عافاه ونظر في غيره 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire